بسم الله الرحمن الرحيم
شرح حديث الترمذي : " إن لله تسعة وتسعين اسمآمائةالا واحدآ من احصاها دخل الجنه"
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وءاله وصحبه الطاهرين وسلم وبعد:
فقد قال الله تعالى: {ليس كمثله شىءٌ وهو السميعُ البصير} (سورة الشورى/11)، وقال تعالى: {ولله الأسمآءُ الحسنى فادعوه بها} (سورة الأعراف/180)، وقال: {قل ادعوا اللهَ أو ادعوا الرحمن أيًّا مّا تدعوا فله الأسمآءُ الحسنى} (سورة الإسراء/110)، وروى البخاري ومسلم عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: "إن لله تعالى تسعةً وتسعينَ اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دَخَلَ الجنة". وقد فسر بعض أهل العلم بأن المراد أن يكون مستظهرًا لها مع اعتقادِ معانيها، وروى الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوترَ هو الله الذي لا إلهَ إلا هو الرحمن، الرحيمُ، المَلِكُ، القدوسُ، السلام المؤمن، المهيمن، العزيزُ، الجبار، المتكبِّر، الخالق، البارىءُ، المصوِّر، الغفار، القهار، الوهاب، الرزَّاق، الفتاح، العليم، القابض، البَاسط، الخافض، الرافع، المعِزُّ، المذِل، السميع، البصير، الحَكَمُ، العدْل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغَفور، الشَّكور، العليُّ، الكبير، الحفيظ، المُقِيتُ، الحَسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسِع، الحكيمُ، الودودُ، المجيد، الباعث، الشهيد، الحقُّ، الوكيل، القوي، المتين، الوليُّ، الحميد، المُحْصي، المبدىءُ، المُعيد، المحيي، المُمِيت، الحيُّ، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الصمد، القادِر، المقتدِرُ، المقدِّم، المؤخِّر، الأوَّل، الآخِر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البَرُّ، التّوَّاب، المنتقِم، العفوُّ، الرءوفُ، مالك المُلك، ذو الجلالِ والإكرام، المقْسِطُ، الجامِع، الغني، المُغني، المانع، الضارّ، النافع، النور، الهادي، البديعُ، الباقي، الوارثُ، الرشيدُ، الصبور، الكافي" لفظ حديث الفريابي، وفي رواية الحسن بن سفيان :"الرافع" بدل "المانع"، وقيل: في رواية النصيبي: "المغيث" بدل "المقيت". فنذكرها مع مراعاة رواية الترمذي و رمزه (ت)، وابن ماجه ورمزُه (جه)، والحاكم ورمزُه (كم)، مع ذكر بعض ما وَرَدَ في كتاب اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي ورمزُه (زج)، وكتاب المنهاجِ للحليمي ورمزُه (حل)، طلبًا للأجرِ والخيرِ والبركةِ بذكرِ أسماءِ الله الحسنى.
--------------------------------------------------------------------------------
شرح أسماء الله الحسنى:
1ـ الله: أي من له الأُلوهية وهو أنه تعالى مستحق للعبادة وهي نهاية الخشوع والخضوع، قال الله تعالى: {الله خالق كل شىء} (ســـورة الزمر/62). ت
2ـ الرحمن: وهو من الأسماءِ الخاصةِ بالله أي أن الله شملت رحمته المؤمن والكافر في الدنيا وهو الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة قال تعالى: {الرحمن الرحيم} (سورة الفاتحة/3). ت
3ـ الرحيم: أي الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة قال تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} (سورة الأحزاب/43). ت
4 ـ الملِك: أي أن الله موصوف بتمام المُلك، وملكه أزلي أبدي وأما المُلك الذي يعطيه للعبد في الدنيا فهو حادث يزولُ، قال تعالى: {فتعالى الله الملكُ الحقُّ} (سورة طه/114). ت
5 ـ القدوس: هو المنزه عن الشريك والولد وصفاتِ الخلق كالحاجة للمكان أو الزمان فهو خالقُهما وما سواهُما، وهو تبارك وتعالى المنزَّهُ عن النقائصِ الطاهرُ من العيوب قال تعالى: {الملكُ القدوس} (سورة الحشر/23). ت
6 ـ السلام: أي الذي سلِم من كل عيب فلا يوصف بالظلم أو الولَدية أو الزوجية قال تعالى: {السلامُ المؤمن} (سورة الحشر/23). ت
7 ـ المؤمن: وهو الذي يصدُقُ عبادَه وعدَه ويفي بما ضمِنه لهم قال تعالى: {السلام المؤمن} (سورة الحشر/23). ت
8 ـ المهيمن: أي الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل أو اعتقاد قال تعالى: {المهيمن} (سورة الحشر/23). ت
9 ـ العزيز: هو القوي الذي لا يُغلب لأنه تعالى غالبٌ على أمره قال تعالى: {وهو العزيزُ الحكيم} (سورة إبراهيم/4). ت
10 ـ الجبار: هو الذي جبر مفاقِر الخلق أو الذي قهرهم على ما أرادَ قال تعالى: {الجبارُ المتكبر} (سورة الحشر/23). ت
11ـ المتكبر: هو العظيم المتعالي عن صفات الخلْق القاهرُ لعتاةِ خلقه قال تعالى: {الجبارُ المتكبر} (سورة الحشر/23).
12 ـ الخالق: هو مبرز الأشياء من العدم إلى الوجود فلا خالقَ إلا هو عز وجل قال تعالى: {هل من خالق غير الله} (سورة فاطر/3). ت
13 ـ البارىءُ: أي أنه هو خلق الخلق لا عن مثال سبق قال تعالى: {البارئ} (سورة الحشر/24). ت
14 ـ المصور: الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة تتميز بها على اختلافها وكثرتها قال تعالى: {هو الله الخالق البارىءُ المصور} (سورة الحشر/24). ت
15 ـ الغفار: هو الذي يغفر الذنوب قال تعالى: {ألا هو العزيزُ الغفار} (سورة الزمر/5). ت
16 ـ القهار: أي الذي قهر المخلوقات بالموت قال تعالى: {وهو الواحدُ القهار} (سورة الرعد/16). ت
17 ـ الوهاب: هو الذي يجود بالعطاء من غير استثابة أي يُثيب الطائعين فضلاً منه وكرمًا قال تعالى: {العزيز الوهاب} (سورة ص/9). ت
18 ـ الرزاق: هو المتكفل بالرزق وقد وسع رزقُه المخلوقاتِ كلَّهم قال تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (سورة الذاريات/58). ت
19 ـ الفتاح: هو الذي يفتحُ على خلقه ما انغلق عليهم من أمورهم فيُيسرها لهم فضلاً منه وكرمًا قال تعالى: {وهو الفتاح العليم} (سورة سبأ/26). ت
20 ـ العليم: هو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها عِلْم المخلوقات، ولا يجوز أن يسمى الله عارفا قال تعالى: {والله عليم حكيم} ( سورة النساء/26). ت