المرحوم الشيخ احمد علي حسين مفلح الشبلي
ولد في ماحص بتاريخ 1/1/1927 م وتوفي في ماحص بتاريخ 20/3/2008
عرف عنه رحمه الله بالتقوى والورع ومخافة الله .
دخل دور الكتاتيب في ماحص في بيت شيخ الكتاب المرحوم احمد سليم الخطيب وتعلم القراءة والكتابة وحفظ أجزاء من القران الكريم
ثم التحق بمدرسة ماحص الابتدائية علما بان مدرسة ماحص تأسست عام 1918م وكان من الطلاب المبدعين بشهادة أقرانه رحمهم الله.
ظل يسطع نجمه بين أقاربه لجدّيته وتفانيه بالعمل وشاءت الأقدار ان يتوفى والده عام 1950م وكان متزوجا من ابنة خاله الشيخ موسى الماضي الشبلي رحمه الله, وكان هذا جانبا مهما من جوانب حياته حيث أن خاله كان من الرجال الذين يضرب بهم المثل بالقوة والشهامة والشجاعة والكرم.
وكان له عندما توفي أبوه ابنته الكبرى أمنه وولده إبراهيم. وكان أخا كبيرا لثلاثة إخوة وأربع أخوات. وكان اكبر إخوته الذكور لم يتجاوز العاشرة. فأخذ على عاتقه الأمانة. وعند موسم الحصاد في نفس العام الذي توفي فيه والده تفاجئ رحمه الله بدعوته إلى الحرس الوطني ( خدمة العلم ) فلبى نداء الوطن, وعرض عليه البقاء برتبة ملازم ولكنه أبى إلا أن يكمل مسيرة والده وحمل الأمانة ورعاية الأيتام. وعاد وبدأ حياة الفلاح النشيط من جديد ويماشي خاله ووالد زوجته الشيخ موسى الماضي وأعمامه آنذاك وهم مصلح, حسن, ومصطفى. وكان لهم شويرا في كل الأمور وكأنه أخ لهم. فبدأ بتعيين المرابعية. والمرابعي هو الشخص الذي يعمل عند صاحب الأرض طيلة موسم الزراعة مقابل أن يحصل على ربع ذلك المحصول, وعند تأسيس المجلس القروي لبلدة ماحص عُين كعضو فيه. ولأمانته وإخلاصه في العمل انتُخب كأمين لحسابات المجلس القروي. وبدأ مشواره في الخدمة العامة. فأصبح هو وكوكبه من رجالات ماحص رحمهم الله جميعا بمثابة عنوان للبلدة ونموذجا يحتذى به متخذين قوله تعالى (( وأمرهم شورى بينهم )) شعارا لهم.
فجلبت هذه الكوكبة إلى ماحص المدارس في جميع مراحلها وسعوا لإحضار مستشفى الأمراض الصدرية الذي حوّل لاحقا إلى مستشفى الأمراض النفسية. وسعوا لتحويل المجلس القروي لمجلس البلدي ليكون للبلدية ميزانية سنوية للأعمال الخدماتية في ماحص.
وانتخب عضوا في بلدية ماحص منذ تأسيسها حتى عام 1979م عندما تنازل عن مقعده لعشيرة الشياب ممثّلة بالشيخ المرحوم سلامة البخيت الشياب كونه يقدّر ويحترم أواصر القربى. وفي الدورة التالية انتخب وبقي عضوا في المجلس حتى عام 1990م.
ومن هذه الكوكبة الشيخ جمعة الشبلي, الشيخ احمد العلي, الشيخ سلامة البخيت, الشيخ شاهر محمد العيسى, الشيخ علي السرور المناور, الشيخ ربيع الصالح المفلح, الشيخ موسى الصالح الرشيدات, الشيخ محمد ابو عليوة. وقد ساهمت هذه الكوكبة في دعم الحركة الشبابية وساهموا بإنشاء نادي ماحص الثقافي ليكون داعما لشباب هذه البلدة.
ومن أقوله المأثورة: " من أطاع الله ؛ أطاع الله له كل شئ " , وشاءت الأقدار أن يتوفى جميع أقرانه, ومن هنا أصبح هو الشيخ الوحيد لمدينة ماحص في الألفية الثانية, ولندرته استضافه التلفزيون الأردني عدّة مرات ليتحدث في أمور شتى في التاريخ والجغرافيا والأنساب والدين والعادات والتقاليد التي كانت له عنوانا ورمزا لم يخلعها حتى توفاه الله.
رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جنانه.
