الشهيد القسامي خليل الغروز من مخيم العروب لم يستشهد إلا وفي عنقه بيعة لله والرسول والأقصى
الخليل / خاص
خليل القدس … خليل بيت نتيف …خليل مخيم العروب …
اسم ثلاثي لشهيد القسام الذي رسم حدود وطنه من بوابة المخيم حتى سهول وطنه في قريته بيت نتيف التي أطلق عليها أبناء يهود (بيت شيمش ) ولكنه أصر على أن يبدا رسم الخارطه بدمه الذي صبغ جبال مدينة رام الله .فمستوطنة مخماس هي هدفه القادم وهي عتبة انطلاقه إلى الجنان ،
وكما قال لوالدته انه العرس القادم سينطلق من شمال فلسطين حتى جنوبها ..حياة مرصعة بالدم والرصاص حيث انحدر الشهيدان لؤي استيتي من مخيم جنين والشهيد خليل الغروز من مخيم العروب وقد جمعتهما حياة التشريد وحب الانتقام ،انطلقا وهما يعزفان أيقونة الشهداء حيث كانت صواريخ الاباتشي لهما بالمرصاد فقد مزقت جسديهما ليسلما الراية إلى الأجيال العابرة من بوابة المجد إلى شمس النصر ليكملوا رسم خريطة الوطن.
ولد خليل بدر حسين الغروز بتاريخ 21/1/1973 في مخيم العروب حيث كانت الأرض ضيقة في عيونه تماما كشوارع المخيم وأزقته التي تغطى بالمياه العادمة .. لكن شوقه وتحنانه كان يكبر يوما بعد يوم إلى (بيت نتيف) التي سميت احتلالاً "بيت شيمش" ولحاجة في نفس خليل لم يكمل تعليمه بل انقطع عن الدراسة وهو في الصف التاسع والتحق بورش البناء ثم أتقن عمله ليصبح متعهد بناء .
وشهيدنا البطل كان شقيقا لاربعة من الاخوة وثلاث من الأخوات وكما يقول شقيقه جبر فقد كان الشهيد لا يحيد عن الحق مهما كان صاحبه ويرفض الخطأ حتى من والديه وكان ذو همة عالية في مقارعة جنود الاحتلال حيث كان يلقنهم درساً قاسيا كما دخلوا ازقة المخيم.
هذا بالإضافة إلى رصيد اجتماعي كبير بفضل احترامه للناس ومحبته لهم .
وكان هادئا متدينا لا يقيم صلاته إلا في المسجد .
وقد أصيب برصاصة في الظهر وهو راكع في باحات الاقصى وسال دمه دون أن يستشهد.
جبر لن ينسى ما دام حيا كلمات الشهيد خليل التي رددها أمامه قبل ساعات قليلة من استشهاده حيث قال له قبل استشهاده بيوم واحد الصلاة .. الصلاة
والديه طلبوا منه أن يستعد للزواج خاصة وان عمره تجاوز ال29 عاما ولكنه رد عليهم بلهفة المشتاق إلى جنان الخلد ، إن العرس قادم لا محالة ..
وتقول والدة الشهيد (ام عايد) بان الشهيد استحم قبل صلاة الظهر وصلى صلاة الظهر ثم استبدل ملابسه وتناول طعام الغداء.. وهكذا خرج دون أن يودع أحد حتى لا يعلم به أحد أما شقيقه خالد فقد قال بان الشهيد طلب منه أن يرفع صوت الراديو لكي يسمع نشرة الأخبار .
يوم السبت كان الشهيد خليل الغروز برفقة الشهيد لؤي استيتي من مخيم جنين في طريقهما لتنفيذ عملية استشهادية في إحدى المستوطنات شمال مدينة رام الله ، حيث كانت الروح ترفرف في علياءها قبل هذا التاريخ بمدة طويلة تماما كالمسافة بين بيت نتيف ومخيم العروب وصولا إلى مخيم جنين ومدينة رام الله ، حيث اجتمع الشهيدان ، جسد متكامل ودم يغلي كالمرجل لان لؤي على عجلة من أمره ليبر بقسمه الذي قطعه على نفسه للانتقام لشهيدين من أقاربه سقطوا في مخيم جنين ، فهو على عجلة للحاق بالقافلة .
وعندما وصلت السيارة التي كانا يستقلانها بين مستوطنة مخماس وريمونيم شمال مدينة رام الله قامت مروحية صهيونية بإطلاق صاروخ باتجاه السيارة مما أدى إلى استشهادهما قبل تنفيذ العملية بلحظات وقد خرجت نفسيهما الى باريها وهي تنادي .
يا شبل بيت القدس سلم على القسطل
وقل لـه عـدنـا عدنا ولن نرحـل
تحـيـة الأقصـى وغنوة الكــرمل
والشط في يـافـا يبقى الـهوى الأول