80 ـ التواب: هو الذي يقبل التوبة كلما تكررت قال تعالى: {وأن الله هو التواب الرحيم} (سورة التوبة/104). ت
81 ـ المنتقم: هو الذي يبالغ في العقوبة لمن يشاء من الظالمين وهو الحكم العدل قال تعالى: {والله عزيز ذو انتقام} (سورة ءال عمران/4). ت
82 ـ العفو: هو الذي يصفح عن الذنوب و يترك مجازاة المسيء كرمًا وإحسانًا قال تعالى: {إن الله لَعفو غفور} (سورة الحج/60). ت
83 ـ الرءوف: هو شديد الرحمة قال تعالى: {إن ربكم لرءوف رحيم} (سورة النحل/7). ت
84 ـ مالك الملك: الذي يعود إليه الملك الذي أعطاه لبعض عباده في الدنيا، قال تعالى: {قل اللهم مالكَ الملك تؤتي الملكَ من تشاء} (سورة ءال عمران/26)، وليس هذا الملك الذي هو صفة له أزلية أبدية، لأن الذي وصف نفسه به بقوله: {مالك الملك} هو الملك الذي فسر به البخاري وغيره وجهَ الله في قوله تعالى: {كل شىء هالك إلا وجهَه} (سورة القصص/88). إلا ملكه أي سلطانَه. ت
85 ـ ذو الجلال والإكرام: أي أن الله مستحق أن يُجلَّ فلا يُجحد ولا يكفر به، وهو المكرم أهل ولايته بالفوز والنور التامّ يوم القيامة قال تعالى: {ويبقى وجهُ ربك ذو الجلال والإكرام} (سورة الرحمن/27). ت
86 ـ المقسط: هو العادل في حكمه المنزه عن الظلم والجَوْر لا يسئل عما يفعل. ت
87 ـ الجامع: هو الذي يجمع الخلائق ليوم لا ريب فيه قال تعالى: {ربنا إنك جامع الناس ليومٍ لا ريب فيه} (سورة ءال عمران/9). ت
88 ـ الغني: هو الذي استغنى عن خلقه والخلائق تفتقر إليه قال تعالى: {والله الغني وأنتم الفقراء} (سورة محمد/38). ت
89 ـ المغني: هو الذي جبر مفاقر الخلق وساق إليهم أرزاقهم، قال تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى} (سورة النجم/48). ت
90 ـ المانع: هو الذي يمنع من يشاء ما يشاء. ت
91 ـ 92 ـ الضار النافع: هو القادر على أن يضر من يشاء وينفعَ من يشاء. ت
93 ـ النور: أي الذي بنوره أي بهدايته يهتدي ذو الغَواية فيرشَدُ قال تعالى: {الله نور السمواتِ والأرض} (سورة النور/35)، أي أن الله تعالى هادي أهل السموات والأرض لنور الإيمان، فالله تعالى ليس نورًا بمعنى الضوء بل هو الذي خلق النور. ت
94 ـ الهادي: هو الذي منَّ على من شاء من عباده بالهداية والسَّداد قال تعالى: {ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} (سورة يونس/25). ت
95 ـ البديع: هو الذي خلق الخلق مبدعًا له ومخترعًا لا على مثال سبق قال تعالى: {بديع السموات والأرض} (سورة البقرة/117). ت
96 ـ الباقي: هو الواجب البقاء الذي لا يجوز عليه خلافه عقلاً قال تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} أي ذاتُه. (سورة الرحمن/27).
97 ـ الوارث: هو الباقي بعد فناء الخلق قال تعالى: {وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون} (سورة الحجر/23). ت
98 ـ الرشيد: هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم. ت
99 ـ الصبور: هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقامِ منهم بل يؤخر ذلك إلى أجلٍ مسمى ويمهِلُهم إلى وقتٍ معلوم. ت
100 ـ الأحد: هو الواحد المنزه عن صفات المخلوقات، فالله لا شريكَ له في الأزلية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كان الله ولم يكن شىء غيره" رواه البخاري، وقال تعالى: {قل هو الله أحد} (سورة الإخلاص/1). جه
101ـ الرب: هو السيد المالك، ولا يقال الرب أي بالألف واللام إلا لله عز وجل {الحمد لله رب العالمين} (سورة الفاتحة/2). جه
102 ـ القاهر: فالله القاهر والقهار أي الغالب لجميع خلقه بقدرته وسلطانه قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} (سورة الأنعام/61). جه
103 ـ المجيب: هو الذي يقابل الدعاء والسؤال بالعطاء والقبول بفضله ومَنِّه وكرمه قال تعالى: {ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب} (سورة هود/61). ت، جه
104 ـ الكافي: هو الذي يكفي المهم و يدفع الملم، وهو الذي يُكتفى بمعونته عن غيره قال تعالى: {أليس الله بكافٍ عبده} (سورة الزمر/36). جه
105 ـ الدائم: الباقي. جه
106 ـ الصادق: هو الذي يصدق قوله ووعده فما أخبر الله عن وقوعه فلا بد من وقوعه قال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} (سورة النساء/122). جه
107 ـ المحيط: هو الذي أحاطت قدرتُه بجميع خلقه، وأحاط بكل شىء علمًا فلا يغيب عن علمه شىء قال تعالى: {ألا إنه بكل شىء محيط} (سورة فصلت/54). زج
108 ـ المبين: بمعنى الظاهر قال تعالى: {ويعلمون أن الله هو الحق المبين} (سورة النور/25). جه
109 ـ القريب: أي قريبٌ بعلمه من خلقه، فالمطيع قريبٌ من الله بلا كيف كما قال الإمام أبو حنيفة، قال تعالى: {إنه سميع قريب} (سورة سبأ/50). كم
110 ـ الفاطر: هو الذي فطر الخلق أي اخترعهم وأوجدهم قال تعالى: {الحمد لله فاطر السموات و الأرض} (سورة فاطر/1). جه
111 ـ العلام: بمعنى العليم قال تعالى: {وأن الله علام الغيوب} (سورة التوبة/78). كم
--------------------------------------------------------------------------------
فصل فيما يجوز أن يسمى الله به وما لا يجوز
لا يجوز تسمية الله بما لم يرد به توقيف أي لم يرد الإذنُ به شرعًا، فلا يجوز تسميته جسمًا أو جوهرًا لأنه لم يرد ذلك في الكتابِ والسنة إذنٌ به، هذا على القول بأن أسماءَه تعالى توقيفية.
فيعلم من ذلك حرمة إطلاق الروح على الله، وفساد قول بعض الناس "ءاه" اسم من أسماء الله لأن ءاه باتفاق علماء اللغة لفظ وضع للشكاية والتوجُّع. وقد قرر أهل المذاهب الأربعة أن الأنين والتأوُّه يفسد الصلاة، وءاه من جملة ألفاظ الأنين، وقد عدها الزبيدي في شرح القاموس اثنتين وعشرين كلمة. وقد روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا تثاءبَ أحدُكم فلا يقُل ءاه ءاه فإن الشيطان يضحك منه".
وما يروى أن الأنين اسم من أسماء الله فلا أصل له أخرجه الرافعي في تاريخ قزوين بإسناد تالف وهو مناقض لقول الله تعالى:{ولله الأسماءُ الحسنى} (سورة الأعراف/180)، فقد فسروا الحسنى بالدالة على الكمال، فلا يجوز أن يكون اسم من أسماء الله تعالى دالاً على خلاف الكمال.
وأما الروح فقد ورد في بعض كتب المتصوفة اسمًا ولا عبرة بذلك لأن الروح اسم جامد ليس من الأوصاف، ولأنه يدل على النقص لأن الروح جسم لطيف محدَث يتعلق بالبدنِ والله مُنزهٌ عن أن يكون كذلك، وتعالى الله أن يُسمى جسمًا. ولا يجوز أيضًا إطلاق الفم على الله أو الأذن أو نحو ذلك لأنها من قبيل الأجسام.
ويستحيل أن يكون الله تعالى جسمًا إذ لو كان جسمًا لجاز عليه ما يجوز على الأجسام من الفناء والتغير ووجب له ما يجب للأجسام كالحدوث، ولصحت الألوهية للشمس والقمر والسماء والملائكة والجن وغير ذلك، وهذا مُحال، وما أدّى إلى المُحال وهو كونه جسمًا مُحال.
وأما الوجه فقد ورد في القرءان إطلاقُه على الله بمعنى الذات كقوله تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} (سورة الرحمن/27).
وهنا يتعين تفسيره بالذات لأنه ورد مرفوعًا موصوفًا بذو الجلال والإكرام، وذو مرفوع أيضًا لأن الصفة تتبع الموصوف في الإعراب.
والذات المقدّس هو الموصوف بالجلال والإكرام. وليس في ذلك حجة للمجسمة الذين يعتقدون أن الله تعالى له وجه بمعنى الجزء المعهود. تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
أما العين واليد إذا أضيفتا إلى الله فلا يراد بهما الجارحة التي للإنسانِ ونحوه.
قال البيهقي في كتابه "الاعتقاد" وغيرُه إنهما صفتان ليستا جارحتين، قال أبو حنيفة رضي الله عنه: ولكن يده صفته بلا كيف، وقال في الفقه الأبسط: ليست بجارحة.
وقال الإمام الحافظ البيهقي في كتابه الأسماء والصفات ما نصه:"وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: ليس فيما يضاف إلى الله من صفة اليدين شمال لأن الشمال محل النقص والضعف، وقد روي:"وكلتا يديه يمين"، وليس معنى اليد عندنا الجارحة إنما هو صفة جاء بها التوقيف فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيف، وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار المأثورة الصحيحة وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
وأما الساق فلم يرد مضافًا إلى الله في حديث صحيح، والرواية الصحيحة هي الموافقة لما جاء في الكتاب من قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} (سورة القلم/ 42). وقد فسر ابن عباس الساق بالكرب والشدة، ولا يُعَوَّلُ على رواية ساقه بالضمير". انتهى.
وأما القَدَمُ و الرجل فمعناه الجماعة الذين يُقَدّمهم الله للنار فتمتلىءُ بهم وذلك فيما رواه البخاري وغيره:"لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمَه فتقول قَطٍ قَطٍ". "قدمَه" أي الفوج الأخير الذين يقدمهم إلى جهنم فتمتلىءُ بهم.
وكذلك ما ورد أن النار لا تمتلئ حتى يضع الله فيها رِجْلَهُ فتقول قط قط المراد بالرجل الفوج الذي يملأ الله بهم النار، ولغة العرب صالحة لهذا المعنى.
ولا يجوز جعلُ القدم والرجل من باب الصفات بل الإضافة فيهما إضافة مِلْكٍ. فمن جعل لله قدمًا ورجلاً بمعنى الجزء فقد جعل اللهَ مثلَ خلقه وذلك كفر، وكذَّب قول الله تعالى: {لو كان هؤلاء ءالهةً ما وردوها} (سورة الأنبياء/99)، فقد أفهمنا أن كل شيء يَرِدُ النار فهو مخلوق ليس بإله.
وأما العين واليد والرضا والغضب ونحو ذلك مما جاء به الكتاب أو الحديث الثابت الصحيح الإسناد المتفق على توثيق رواته فمحمول على أنه صفة أزلية، بخلاف ما أضيف إليه تعالى إضافة مِلكٍ وتشريف كالروح. قال أبو حنيفة في الفقه الأكبر: "ورضاه وغضبه من صفاته بلا كيف". يعني أن رضى الله وغضب الله ليس من الانفعالات التي تحدث في ذاته تعالى، لأنه لو كانت تحدث له صفة لكان ذاته حادثًا وهذا مستحيل.
وكذا يقال في محبته لِما يحب وكراهيتِه لما يكره ليس انفعالاً حادثًا في ذاته بل جميع ذلك ونحوُه مما يضاف إليه تعالى من الصفات الأزلية ليس حادثًا في ذاته، هذا فيما يضاف إلى الله على أنه صفة.
قال أبو حنيفة:"والتغير والاختلاف في الأحوال من صفات المخلوقين" اهـ.
فالخلاصة أنه يجبُ اعتقاد أن الله تعالى موجود لا كالموجودات لا يشبهُ شيئًا من خلقهِ، موجودٌ بلا مكان ليس جسمًا ولا يوصف بأوصاف المخلوقين ولا يوصف بالأوصاف الدالة على النقص لأن الله تعالى :{ولله الأسماءُ الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسمائِه}
وسبحان الله وبحمده والحمد لله رب العالمين