حاتــ الطائي ـــــــــــم
هو حاتم بن عبد الله بن سعد من طـئ كان جواداً شاعراً كان ظفراً إذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سُئل وهب وإذا ضرب القداح سبق وإذا أسر أطلق وقد قسم ماله بضع عشرة مرة وكان أقسم بالله لا يقتل واحد أمه ( وحيد أمه ) . كان في بيته قدور عظام لا تنزل عن الأثافي (حجارة الموقد) كان غلام يرعى أبل أبيه فمر به عبيد بن الأبرص والنابغة الذبياني وبشر بن أبي حازم فنحر لهم ثلاثة من أبله وهو لا يعرفهم فلما سأل عنهم فتسموا له فرق فيهم الإبل كلها فعلم أبوه بذلك فأتاه فقال له : ما فعل الإبل قال يا أبه طوقتك مجد طوق الحمامة وأخبره بما صنع فقال له أبوه : لا أساكنك أبداً فاعتزل أبيه . ويقال أجواد العرب ثلاثة كعب بن مامه وحاتم طئ وهرم بن سنان الذي مدحه زهير، و قصص جوده و بذله كثيرة كثيرة ليس هذا مكان لذكرها .
من اقواله
وعاذلة هبت بليل تلومني، وقد غاب عيوق الثريا، فعردا
تَلومُ على إعطائيَ المالَ، ضِلّة ً إذا ضَنّ بالمالِ البَخيلُ وصَرّدا
تقولُ: ألا أمْسِكْ عليكَ، فإنّني أرى المال، عند الممسكين، معبَّدا
ذَريني وحالي، إنّ مالَكِ وافِرٌ وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
أعاذل! لا آلوك إلا خليقني، فلا تَجعَلي، فوْقي، لِسانَكِ مِبْرَدا
ذَرِيني يكُنْ مالي لعِرْضِيَ جُنّة ً يَقي المالُ عِرْضِي، قبل أن يَتَبَدّدا
أرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً، لَعَلّني أرَى ما تَرَينَ، أوْ بَخيلاً مُخَلَّدا
وإلاّ فكُفّي بَعضَ لومكِ، واجعلي إلى رأي من تلحين، رأيك مسندا
ألم تعلمي، أني، إذا الضيف نابني، وعزّ القِرَى ، أقري السديف المُسرْهدا
أسودُ سادات العشيرة ، عارفاً، ومن دونِ قوْمي، في الشدائد، مِذوَدا
وألفى ، لأعراض العشيرة ، حافظاً وحَقِّهِمِ، حتى أكونَ المُسَوَّدا
يقولون لي: أهلكت مالك، فاقتصد، وما كنتُ، لولا ما تقولونَ، سيّدا
كلوا الآن من رزق الإله، وأيسروا، فإنّ، على الرّحمانِ، رِزْقَكُمُ غَدا
سأذخرُ من مالي دلاصاً، وسابحاً، وأسمرَ خطياً، وعضباً مهندا
وذالكَ يكفيني من المال كله، مصوفاً، إذا ما كان عندي متلدا
"