مقتطفات من كتاب (( مدينة ماحص وتاريخها الديني ))
تأليف : حسان أيوب عبد الرحمن عبد الله العمر
الشيخ عبد الله العمر .
هو الشيخ عبد الله عمر حسن علي عيَّاش الشامي ، يرجع أصل العياش إلى بلاد البحرين ثم انتقلوا إلى بريدة وعنيزة في الجزيرة العربية ثم انتقلوا إلى دمشق في الميدان الفوقاني ثم انتقل عمر حسن علي عياش إلى مدينة السلط سنة 1839م ثم انتقل إلى ماحص فتزوج من هلالة بنت فليح بن عبد الله العودات ، فأنجبت له عبد الله سنة 1880م ثم ارتحل عبد الله العمر إلى السلط فدرس في مدرسة السلط ، وعاد إلى ماحص فبدأ يُعلِّم الناس في ماحص اللغة والحساب والقرآن والكتابة ، وكان العلم وقتئذٍ محصوراً بأبناء المخاتير والوجهاء ، وتوفي رحمه الله يوم الجمعة سنة 1937م .
حدثني الحاج جميل عبد الله علي فلاح الشبلي فقال لي : ( كان الشيخ عبد الله العمر شيخاً تقيا ًعابداً صالحاً مؤذناً وإماما ً في مقام الخضر عليه السلام قبل أكثر من تسعين سنة يصلي فيه الجمعة والجماعات ، قبل أن يُبنى المسجد القديم الوحيد ، وكنت أصلي معه الصلوات في مقام الخضر في آخر حياته ، فكان يُعلِّم الناس القرآن والكتابة وقواعد اللغة العربية والتاريخ ، وكان ممّن تعلَّم على يديه ممن شاهدته بعيني : حسين صالح العليوات ومحمد أبو دلهوم الشياب ووالدي عبد الله العلي ومحمد المصلح أبو كامل ارشيدات و داود النادر الشياب وسلامه البخيت الشياب والحاج عدنان عليان الفاعوري ومحمد علي الشامي وفياض الصلاح العودات .
وكان الشيخ " عبد الله العمر " ـ رحمه الله تعالى ـ أول من عمل المولد النبوي في ماحص حتى أنَّ الناس كانوا يبكون من جمال صوته ، وفصاحة لسانه ، ويطلبونه من بيت إلى بيت لأنه شاعرٌ بارعٌ بالمديح النبوي ، وكان يصلي بالناس في التراويح أربعين ركعة وكنت ممن صليتُ خلفه ، وكان يحمل عصى على رأسها ( إبَر) يُعاقب من لا يحفظ من كتاب الله ، وكان يعقد عقود الزواج ، ولم يكن له نظير في ماحص ، فوجَهَاء ماحص وأبناء المخاتير كانوا يجلسون بين يديه يتعلمون منه ، ولما مات فزع الناس له حتى رعاة الغنم وهم يبكون ويرجون له جنة ربه الرحيم ــ رحمة الله عليه ــ ) .
وحدثني الحاج رجب محمد فليح الشبلي فقال : ( أما الشيخ عبد الله العمر فكان شاعراً متديناً يؤذن في مسجد ماحص ويعمل المولد النبوي وكان الناس يبكون من جمال صوته في المولد ) .
وحدثني الحاج أبو عاطف محمد سليم أبو عذية فقال لي : ( كان الشيخ عبد الله العمر شاعراً من أحسن من يلقي الشعر ، يتهافت عليه الناس من بيت إلى بيت ، يسمعهم من الشعر ) .
وحدثني الحاج قطيش حسين صالح أبو عليوه قال لي : ( كان جدك عبد الله العمر الوحيد في ماحص الذي يُعلم الناس القرآن وقواعد اللغة ، و كانت له عصا في مقدمتها مجموعة من الإبر يدق بها أيدي الطلاب الذين لا يحفظون القرآن ، وهو ممن دَرَّسَ والدي القرآن ) . وكان حسين الصالح أبو عليوه قاضي ماحص .
وحدثني يوم الثلاثاء 27 / 5 / 2008 م الحاج أحمد فياض صلاح العودات فقال لي ( كان والدي فياض الصلاح ـ رحمه الله تعالى ـ يقرأ القرآن على يد الشيخ عبد الله العمر ، وكان عبد الله العمر يُعلَّم أهل ماحص القرآن ويُحفظهم جزء عمه ، وكان شاعراً بارعا ًيعمل مولد نبوي ) .
وحدثني الحاج جميل عبد الله العلي الشبلي فقال لي: ( وكان الشيخ عبد الله العمر يؤذن في مقام الخضر ويأمَّ الناس في صلاة الجمعة في المقام ، وكان يؤذن أيضا في المقام الحاج محمد أبو دلهوم ومحمد المصلح ارشيدات وعبد المجيد يوسف النوباني . وكان يأمّ الناس في المقام جدك عبد الرحمن وكان شاعراً يُفسر الأحلام وكان ذكياً ، وهو قليل اللحية ) .
وحدثني الحاج خالد سليم سلامة أبو عذية فقال لي : ( كان الشيخ عبد الله العمر يأمُّ مسجد ماحص القديم ، وكان لعبد الله العمر دكَّان أمام المسجد وبجانبه بيته فيه مدرسة يُعلم الناس القراءة والكتابة وتلاوة القرآن ، وله فضل على أهل ماحص في تعليمهم الدين واللغة ، رأيته يشرح لهم على اللوح الحروف الهجائية ، وكان طويلا ضخما كث اللحية وهي شقرة اللون ) .
وحدثني يوم الأحد 4 / 5 / 2008م الحاج جميل عبد الله علي فلاح الشبلي فقال لي : ( إنَّ عبد الرحمن وعبد الله العمر كانا رجلاَ دِين وعبادة وكان عبد الله العمر يُعلم أهل ماحص القرآن والكتابة والتاريخ واللغة ، ويلبس الشماغ على رأسه وعباءة يرتديها دائما ، وحزام في وسطه وحَرْبَه وكانت لحيته إلى صدره يصبغها بالحناء ، وله دكانة بجانبها سنديانه في حوش البيت ، وكان يؤذن في مقام الخضر ويأمَّ الناس في صلاة الجمعة في المقام على منبر. وكان الشيخ عبد الله العمر يعمل المولد النبوي ويهلل هو ومن معه في المسجد حتى يصل صوتهم إلى بيت سلامة البخيت ، ويرددون مع الشيخ عبدالله العمر ــ رحمه الله ــ :
مرحبا يا نور عيني
يا مليح المقلتين
لاح في شهر ربيع
فاز من صلى عليه
سلام عليك في باب السلام
مرحبا جد الحسين
فمتى تبدد لعيني
نور خير الثقلين
برضا والجنتين
السلام عليك يا خير الأنام
وحدثني يوم الجمعة 20 / 6 / 2008م الحاج حسين علي حسين مفلح الشبلي فقال لي : ( وأما الشيخ عبد الله العمر فكان متدين يُدَّرِسُ في المسجد ) .
وحدثني يوم السبت 21 / 6 / 2008م الحاج نايف موسى صالح خميس ارشيدات : ( وكان الشيخ عبد الله العمر إماما ً في مسجد ماحص ، وكان يقرأ كثيرا ً قوله تعالى { إنَّ سعيكم لشتَّى } [ سورة الليل : 4] سمعته من والدي ) .
وحدثني يوم الخميس 19 / 6 / 2008م الحاج عبد الله محمود محمد الشبلي ، قال: (( كان الشيخ عبد الله العمر شيخا ً متدينا ً طويلاً أبيض ) .
قال والدي أيوب بن عبد الرحمن عبد الله العمر : (( حدثتني جدتي حنيفة زوجة جدَّي عبدالله العمر ــ رحمه الله ــ فقالت لي : كان الحاج بخيت النادر الشياب ومصطفى الجبر الكسواني يَدْرُسَان عند جدك الشيخ عبد الله العمر القرآن واللغة ، مقابل أجرة يدفعونها للتعليم )) .
وحدثني يوم الخميس 19 / 6 / 2008م الحاج جميل عبدالله علي فلاح الشبلي : وكان الشيخ "عبد الله العمر " من أهل الله كثير التواضع يُحبُّه جميع أهل ماحص لأنَّه كان متعلم وفهمان ، كل كبار السِّن في زمانه من أهل الدين والصلاة كانوا يدرسون بين يديه القرآن واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا وأنا كنت أدرس معهم يصحبني والدي معه للمسجد فكان الذين يَدْرُسُونَ عند الشيخ عبدالله العمر هم : محمد المصلح أبو كامل وعبدالله العلي والحاج داود النادر والحاج سلامة البخيت ومحمد أبو دلهوم والحاج عدنان عليان الفاعوري وحسين الصلاح العليوات وفياض الصلاح العودات ومحمد علي الشامي وغيرهم كثير ، فكان الشيخ عبدالله العمر شديد في التدريس له عصا على رأسها إبر ينقر بها من لم يحفظ ولم يدرس في مجلسه ، وكان متواضعا ًسهلا ً ، من جالسه أحبه ، فهو الوحيد الذي درس على يديه كبار أهل ماحص ووجهائهم وأشرافهم )) .
وحدثني الحاج قطيش حسين صالح أبو عليوه يوم الأربعاء 28/5/2008 فقال لي : ( وأول مدرسة هي مدرسة محمد علي ، فالحاج بخيت النادر وحسين الصالح وموسى الماضي ومحمد السعد الشياب وعبد الهادي السعد الشياب ومحمد أبو دلهوم وعبد الله العلي أبو جميل الشبلي وحسين المفلح وحمدان الفاضل وفياض الصلاح كلهم كانوا يدرسون عند جدك الشيخ عبد الله العمر قواعد اللغة والكتابة والقرآن في مدرسة محمد علي ، فوالله يا شيخ حسان إنَّ الشيخ عبد الله العمر هو مؤسس ماحص في التعليم ، ومن قال لك خلاف هذا فلا تصدقه فإنه حسود ).
وحدثني يوم الأحد 1/6 / 2008 الحاج حامد علي محمد القويدر فقال لي : ( وأما الشيخ عبد الله العمر فكان يُدرّس في المسجد .
وحدثني والدي أيوب عبد الرحمن عبد الله العمر فقال : وكان يَدْرُسُ عند الشيخ عبد الله العمر ـ رحمه الله ـ فياض أحمد الشبلي كما سمعته من ابنه قطيش ، وكذا مصطفى صالح المزرعاوي كما سمعته من أمي فاطمة الصالح المزرعاوي .
وحدثني الحاج إبراهيم محمود سلطي عبد العزيز فقال لي : ( كان الشيخ عبد الله العمر ـ رحمه الله تعالى ـ من أدين الناس في ماحص يُضرب به المثل بالتقوى والعلم ، تعلَّم عنده عمِّي مصطفى سلطي عبد العزيزـ رحمه الله ـ )
وحدثني الحاج محمد سرور مناور فلاح الشبلي فقال لي : ( وأما جدك عمر الشامي فقد سمعت والدي سرور المناور يقول عنه : كان عمر الشامي متعلماً محبوباً لجميع الناس لأنَّ كلمته طيّبة ، وكان عمر الشامي صاحب قهوة وضيافة يجتمع عنده وجهاء البلد حتى شيوخ المناطق المجاورة لماحص يأتون ويجتمعون في مضافته ، وله كتاب يقرأ عليهم قصص العرب ، وكان ابنه الشيخ عبد الله العمر متديّن ومتعلم يعمل المولد النبوي ، فأنتم ذرية عبد الله العمر أجدادكم هم الذين عَمَّروا ماحص بالعلم ) .
وحدثني يوم الأربعاء 18 / 6 / 2008م الحاج عثمان محمود محمد الشبلي قال : ( وكان عبد الله العمر من أوائل من تعلم القرآءة والكتابة وكان تاجرا ً كما سمعت عنه من الناس ) .
ولمزيد من التفصيل اقرأ كتابي (( الموروث الديني في قرى الأردن ـ مدينة ماحص وتاريخها الديني )) تأليف : حسان أيوب عبد الرحمن عبد الله العمر .